TvQuran

الحذر من سخط الله وغضبه؟!

الحذر من سخط الله وغضبه أيها المسلمون اتقوا الله واخشوا نقمته وعقابه وحاذروا سخطه وعذابه؛ فهو الحفيظ العليم الشهيد الرقيب القائم على كل نفس بما كسبت.. يعلم ما يعمل العاملون من خير وشر.. لا يغالبه غالب ولا يفوته هارب: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الــرعد: 6]. أيها المسلمون من أعرض؛ فقد اغتر أكبر الغِرة، وأعوز أشد العوز، ومن عصا الله وخالف أمره وشرعه؛ سلَّط الله عليه من مصائب الدنيا وأسقامها وآفاتها وشدتها جزاء وفاق بما كسبت يداه.. ولا يظلم ربك أحدًا، قال بعض السلف: "كل ما أحدثتم ذنبًا أحدث الله لكم من سلطانه عقوبة". والله من تمام عدله وقسطه في حكمه لا يغيِّر من نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه، كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأنفال-53، وقال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، أي: بان النقص في الأموال والأنفس والزروع والثمرات بسبب المعاصي ابتلاء من الله واختبارًا ومجازاةً على ما أحدث الناس من المنكرات لعلهم يتعظون، وقال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعــراف: 130]. فابتلاهم الله بالجدب سنة بعد سنة، وحبس عنهم المطر، فنقصت ثمارهم، وغلت أسعارهم لعلهم يذكرون.. وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]. وقال تعالى: {مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا} [النساء: 79]. قال القرطبي-رحمه الله-: "أي ما أصابكم يا معشر الناس من خصب واتساع رزق؛ فمن تَفَضُّل الله عليكم، وما أصابكم من جدب وضيق رزق؛ فمن أنفسكم، أي: من أجل ذنوبكم وقع ذلك بكم". وعن جرير بن عبد الله-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول: (ما من رجلٍ يكون في قومٍ يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يغيروا عليه فلم يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يتوبوا)[1]. وعن عدي بن عميرة -رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم، وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك؛ عذَّب الله الخاصة والعامة)[2]. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا ظهر الزنا والربا في قرية؛ فقد أحلُّوا بأنفسهم عذاب الله)[3]. وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة)[4]. يمحق الله الربا ويربي الصدقات، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278- 279]. وعن ابن عمر-رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يقول: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لن ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)[5]. وعن أبي مالك الأشعري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (ليشربن أناس من أمتي الخمر ويسمونها بغير اسمها، ويُضرب على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعلُ منهم قردة وخنازير)[6]. وعن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ، قيل: يا رسول الله ومتى ذاك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشُرِبت الخمور)[7]. وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما – قال: أقبل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-فقال: (يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن -وأعوذ بالله أن تدركوهن-: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)[8]. ويقول عمر بن عبد العزيز -رحمه الله تعالى-: "إنه لم يظهر المنكر في قوم قط، ثم لم ينههم أهل الصلاح بينهم إلا أصابهم الله بعذاب من عنده أو بأيدي من يشاء من عباده، ولا يزال الناس معصومين من العقوبات والنقمات ما قمع أهل الباطل واستخفي فيهم بالمحارم". ويقول القرطبي-رحمه الله تعالى-: "قيل كل بلدة يكون فيها أربعة فأهلها معصومون من البلاء: إمام عادل لا يظلم، وعالم على سبيل الهدى، ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويحرضون على طلب العلم والقرآن، ونساؤهم مستورات لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى". يا عبد الله.. لا تأمن سوى ما اقترفت الخطايا والآثام.. يقول عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنها في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار)[9]. وقال الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: "المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن". يا عامر ما يقطن.. يا هالك ما يفطن.. يا ساكن الحجرات مالك غير قبرك مسكن.. أحدث لربك توبة وسبيلها لك ممكن.. فكأن شخصك لم يكن في الناس ساعة تدفن.. وكأن أهلك قد بكوا سرًا عليك وأعلنوا.. فإذا مضت بك ليلة فكأنهم لم يحزنوا.. الناس في غفلاتهم ورحى المنية تطحن.. ما دون دائرة الردى حصن لمن يتحصَّن.. مالي رأيتك تطمئن للحياة وتركن.. وجمعت ما لا ينبغي وبنيت ما لا تسكن.. وسلكت فيما أنت به في الدنيا متيقن.. أظننت أن حوادث الأيام لا تتمكن؟! قال تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ*أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ*أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [النحل: 46،45]. للشيخ: صلاح البدير -حفظه الله- (بتصرف)

أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة: